expr:class='

الجزائر: انتهاء “كرنفال” تلمسان بخسارة 1500 مليار و سخط شعبي

أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن اختتام تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 لدى زيارتها الثانية إلى تلمسان خلال سنة، ورغم ما ذكرته من انجازات و إبداعات خلال كلمتها إلا أن أبناء تلمسان و معظم الجزائريين لم يرضوا عما قدمته التظاهرة خاصة و أن الحكومة خصصت لها 1500 مليار، كما لم تسلم التظاهرة من الانتقادات التي ركزت على انحرافها عن سكة الثقافة الإسلامية.

 

المحور/ لم يخف المختصون و المثقفين خلال تصريحاتهم لجريدة المحور أن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية تشبه مشاهد فيلم “كرنفال في دشرة” بل أسوأ في بعض النشاطات، كما أعرب عدد من المواطنين الذين التقيناهم بمدينة تلمسان عن تذمرهم و سخطهم الشديدين لما كان يحدث في مدينتهم المحافظة طيلة سنة كاملة، حيث كشف بعضهم أن سكان تلمسان تخوفوا كثيرا من تشويه سمعة الولاية بعد إحياء سهرات فنية و موسيقية  صاخبة بالإضافة إلى جلب عدد كبير من مغنيي الراي معظمهم من الملاهي فضلا عن فن الشعبي و القبائلي و غيرها و ذلك في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، كما تساءلوا عن علاقة فن الراي بالثقافة الإسلامية و أهداف المشرفين من إدراج أسماء مغنين بالكباريهات ضمن قائمة الفنانين.
  • مرافق ثقافية لإخفاء أموال الميزانية
و من جهة ثانية أكد الملاحظون أن الوزارة الوصية أنجزت بعض المرافق الثقافية قصد اتخاذها كذريعة لصرف أموال ضخمة و مبالغ خيالية، ورغم كل ما حققته التظاهرة من انتعاش لولاية تلمسان سواء من الجانب الثقافي ،التجاري والسياحي طيلة سنة كاملة من العمل إلا أن انتقادات كثيرة وجهت للتظاهرة نظرا للإنفاق الكبير وما وصفه البعض بالبذخ والإسراف، وها هي سنة تمضي من فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية تلمسان هذه المدينة التي لم تكن خلال اثني عشر شهرا فقط عاصمة للثقافة الإسلامية بل كانت عاصمة للثقافة العالمية، فمن آسيا إلى أمريكا وأوروبا تلمسان كانت خلال التظاهرة قبلة للعالم وكانت كل الأقلام و العدسات موجهة صوب عاصمة الزيانيين، كما انتهت التظاهرة تاركة وراءها منشآت ثقافية تدعمت بها الولاية ويستفيد منها الجمهور التلمساني وبالتالي الثقافة الجزائرية ككل.
  • مقاطعة رسمية لفعاليات تظاهرة دولية
عرفت كل النشاطات التي قدمت خلال التظاهرة ككل غياب والي ولاية تلمسان الذي لم يحضر ولا نشاط واحد منذ انطلاق الفعاليات وفي تصريحه لجريدة المحور كشف مصدر موثوق من وزارة الثقافة  أن السبب يعود إلى عدم اتفاق الوالي مع الوزيرة خليدة تومي حول المشاريع المنجزة والتي اختلف الطرفان حول أماكن إقامتها وكيفية ذلك، وهو الأمر الذي أدى إلى نشوب خلاف حاد بينهما فقاطع والي ولاية تلمسان نوري عبد الوهاب التظاهرة ككل وأضاف محدثنا أن نوري لم يحضر ولا نشاط قدمته الوزارة ماعدا البرامج التي أتت بها وزارة الشؤون الدينية والتي قدمت عدة نشاطات خلال السنة.
وأكد نفس المصدر أن المنسق العام لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية عبد الحميد بلبليدية كان يوجه دعوات إلى الوالي لدى كل نشاط تنظمه اللجنة التنفيذية للتظاهرة إلا أن هذا الأخير لم يحضر ولا نشاط قدمته الوزارة وتأكد لنا هذا القول من خلال حفل الاختتام الذي زاد الطين بلَّة والذي لم يحضره عبد الوهاب نوري بالرغم من أن العرس أقيم في عقر داره، وهو ما يوحي بحدة التوتر بين الطرفين، فلم يحضر الوالي حفل الاختتام ولم يكن موجودا أيضا خلال بدأ العد التنازلي لنهاية التظاهرة الذي كان يوم السبت الماضي ماعدا مدير الثقافة لولاية تلمسان حكيم ميلود وكذا منسق التظاهرة عبد الحميد بلبليدية وغابت عنه وزارة الشؤون الدينية رغم أنها كلفت بتقديم برامج خلال التظاهرة ككل ودُعِّمت من قبل الخزينة العمومية برعاية خاصة من رئيس الجمهورية.
DSC 0056 300x233 الجزائر: انتهاء كرنفال تلمسان بخسارة 1500 مليار و سخط شعبي
  • الوزيرة خليدة تومي حضرت مرتين !
و بالمقابل فقد عرفت التظاهرة ككل مقاطعة أيضا من وزيرة الثقافة خليدة تومي التي نُظمت التظاهرة تحت إشرافها و لكنها لم تحضر ولا نشاط واحد ماعدا حفل الافتتاح الذي حضره زيادة على تومي رئيس الجمهورية ولكنه غاب عن الاختتام واكتفى بإرسال نائب الوزير الأول نور الدين يزيد زرهوني ممثلا عنه، كما أكد نفس المصدر أن الوزيرة تومي كانت قبل بدأ التظاهرة تحضر إلى تلمسان باستمرار للتعرف على التحضيرات الجارية من أجل احتضان الحدث لكنها وبعد حفل الافتتاح مباشرة قاطعت تظاهرتها بسبب الخلاف السالف ذكره وحتى في الملتقيات والأسابيع الدولية لم تحضرها أيضا ما أثار استغراب الحضور من الدول الأجنبية المشاركة.
و الغريب في الأمر أن الوزيرة خليدة تومي وجهت خلال كلمة الاختتام عبارات الشكر و التقدير إلى والي ولاية تلمسان الذي قاطع التظاهرة كليا، حيث قالت:”كما لا يجب أن أنسى بتقديم خالص شكري للسيد والي ولاية تلمسان على حضوره المميز جدا هذه الليلة و كل ليالي و أماسي فعاليات التظاهرة…”.
  • تظاهرة إسلامية بأغاني “الراي” و الشعبي و القبايلي
سطر منظمو التظاهرة برنامجا غنائيا متنوعا لحفل الاختتام فمن مسرح الهواء الطلق بالكدية إلى دار الثقافة “عبد القادر علولة” مرورا بقصر الثقافة إيمامة تعالت الأصوات والأهازيج بحناجر المطربين والمطربات وبفرق “الزُّرنة” وآلات القيطارة والبيانوا حيث عرفت المنصات صعود عشرات المغنيين لتوقظ الولاية من نومها بعدما عرفت بهدوء لياليها، فاختلفت أسماء الفنانين وطبوعهم الغنائية فمن عبد القادر شاعوا نادية بن يوسف سمير تومي حمدي بناني في الفن الأصيل إلى الطابع الشبابي مع فرقة كاميليون الشاب رضوان الشاب أنور رجاء مزيان وغيرهم.
  • من سامي يوسف إلى الشاب أنور
أراد المنظمون أن يعطوا حفل الاختتام طابعا محليا بعدما كان من المقرر إسدال ستار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بصوت المنشد العالمي “سامي يوسف” إذ كانت قد سارعت وزارة الثقافة إلى حفظ ماء وجهها عن طريق دعوتها للمنشد البريطاني المنحدر من أصول أذربيجانية “سامي يوسف” من أجل إحياء حفل الاختتام، لكن الحفل أجهض قبل المخاض بعد رفض هذا الأخير حضوره إلى الجزائر وحسبما علمته في وقت سابق جريدة المحور من مصادر خاصة فإن المنشد العالمي سامي يوسف طلب من وزارة الثقافة توفير مبلغ مالي قدره 7ملايير سنتيم واشترط الحصول على نسبة 90 بالمائة منه من أجل إحياء حفل أول ليلة لاختتام تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية و من جهة أخرى رفضت وزارة الثقافة التفاوض مع المنشد العالمي باعتبار المبلغ الذي طلبه تعجيزي، ولم تكن لعنة”سامي يوسف” الوحيدة التي طاردت حفل الاختتام حيث أن القدر شاء أن يرحل عنا أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة في أولى أيام الاختتام أحمد بن بلة تاركا وراءه الجزائر تحت غطاء الحداد الوطني الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية لمدة ثمانية أيام، ليعلق بعدها حفل الاختتام الذي فضل المنظمون أن تشارك فيه الألحان الأندلسية والنغمات الشعبية و الأغاني الرايوية حسب البرنامج الختامي كما أشرنا إليه سابقا وبعد يومين من انقضاء فترة الحداد.
و برر المنشد “سامي يوسف” عدم قبوله الغناء في الجزائر إلى انشغاله بصدور ألبومه الجديد الذي يحمل عنوان “أينما تكون” والذي تنبأ فيه بالثورات العربية وإصراره على الوقوف شخصيا على المبيعات بالرغم من أن السبب الحقيقي هو مادي بحث و اختلاف بين المنظمين ومديرة أعمال المنشد الجزائرية الأصل، ليستنجد المسيرون بالأصوات الغنائية المحلية كالشاب أنور ورجاء مزيان خريجة ألحان وشباب وفي تصريحه للمحور قال مدير الثقافة حكيم ميلود أن المنظمين هكذا أرادوا أن يكون حفل الاختتام محليا وهو هدية للجمهور التلمساني الذي بقي خلال سنة كاملة يستقبل الزوار ويعمل بكل جهد لإنجاح التظاهرة.
  • الصحافة قاطعت إحدى السهرات بسبب الاهانة
يبدوا أن زلات المنظمين وأخطائهم الكبيرة خلال حفل الاختتام لم تتدارك رغم ما سال من الحبر بسبب سقوط الحفل في فخ “البهرجة” إلا أن هؤلاء المنظمين أعادوا نفس الأخطاء في حفل اختتام تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، و هذه المرة جاء الدور على الصحفيين الذين نالوا نصيب الأسد من عواقب سوء التسيير الذي رافق التظاهرة منذ انطلاقها، حيث تعرضوا إلى الإهانة والطرد من قبل المنظمين ومنعوا من دخول القاعة المخصصة لهم وبرر المسيرون موقفهم بحجة “الإزعاج” الذي يحدثه الصحفيون داخل “الكواليس”،  حيث ثارت ثائرتهم خاصة بعد الطريقة التي عوملوا بها والتي وصفوها بـغير اللائقة، والتصرف اللاحضاري إزاء الصحافة التي كلفت خصيصا لتغطية الفعاليات حيث لم يقتنع الصحفيون بالأعذار التي وجهت لهم وسط تبادل للتهم بين منسق التظاهرة ورئيس الجوق المغاربي، وأثار تصرف المسير الأول  لقصر الثقافة إمامة حفيظة رجال الإعلام الذين أرادوا الدخول للقاعة المخصصة للصحفيين لتغطية السهرة الرابعة من فعاليات الاختتام والتي أحياها الجوق المغاربي للموسيقى الأندلسية، حيث منعهم المسير من الدخول قائلا أن الأمر يتعلق بأوامر فوقية من مسير التظاهرة عبد الحميد بن بليدية.

ليست هناك تعليقات: