 |
| بقلم : سهير رمال |
جاءها المخاض وهي قابعة بين قضبان السجن ....صرخت بأعلى صوتها للحارس
مستغيثة , من أجل فك أسرها وطلب النجدة لولادتها , ولكن لم يأبه لحالها ..., رغم
...ألم المخاض أبت الأستسلام, وقفت شامخة كالهرم وراحت تصول وتجول بين
جدران السجن ...وتصرخ بأعلى صوتها وتثور ثورة الثيران بحلبة الميدان ....فأهتزت جدران
كالبركان , وبدأت القضبان تذوب من شدة الغليان ,ازداقت السم ممزوج بالحرية , وراحت تهرول رغم كل الألم والحراس وراءها
كالخرافان يلهثون ..., والدم يسيل من رحمها العاصي , بقت تهرول وتهرول وتثور ثورة البركان
حينها كشفت عن رأسها وأعلنت أنا .... الحرة الأبيه .
واطلقت العنان لكلاماتها وفيها مشاعر مختلطة ما بين ...الحب والأمال
وقفت لوهلة تلتقط أنفاسها ...وتنظر من حولها بأندهاش , ناسية ألام المخاض
وهي تردد كلمات أغنية (الموسيقار) عدت يا يوم مولدي
وفجأة شعرت بحرارة تنساب على قدميها , فألقت بنظرها لترى دماء بلون الورود
تسيل على الأرض ...راحت تلتقطها بأكفافها تارة وتارة تحاول ستر نفسها بملايتها
السوداء ...لمنعهم تدنيس جسدها بالعيون والعقول الطاغية الطامعة
فأنهالت عليها المواساة وتعليقات الواحدة تلو الأخرى...والله أعلم ما في الصدور ؟؟
نظرت بعيونهم بلمح البصر...وغضت النظر, أتى صوت يلهف القلب عند سماعة وأذ به من داخلها
يصرخ ويقول بحق العزة والكرامة انصتي لي انا ولدك , ولدت من رحمك قبل ان أرى
النور ....إندهشت وما زال الصوت يردد أنا الصوت الثائر للحق...أنا العدالة
سوف أحملك أينما ذهبت على أكتافي وبين ضلوعي ...وأفديكي بروحي ودمي
يااا أمتي...ساعديني لأخرج الى النور ...!!! راحت تدفع بطلاقتها واحدة تلو الأخرى
وهي تكتم انفاسها...وتستجدي اهلها على مساعدتها لتلد جنينها ...لا تندهي
ما في حدا...!!عجبي
اندهشت...!! رغم الألم
قالت هؤلاء من يعتبرون أنفسهم يضمموا جراحي ...عجبي
ثم صرخت بصوتآ ثائر زلزل كل من حولها...حتى الذي بداخلها تألم من قوة صوتها....وفجأه تلاشى وجع المخاض ورددت اريد لمولدي ان
يرى النور...!!وبعد انتهاء جملتها سمعت صوتآ يصرخ ويقول أنا حر
أنا طليق...,التفتت من حولها لترى من اين الصوت..؟
نظرت أسفل قدميها ما زالت لا ترى شيء...حينها لامست نفسها
وشعرت برأس الجنين خارج رحمها....ولكن الحبل السري والجسد
ما زال بداخل الرحم...!!! وهنا القرار الصعب؟؟
فصل الرأس عن الجسد؟؟
أم موت الجنين؟؟
أو صمودها امام الألم...واجراء عملية قيصرية بنفسها لنفسها لأستئصال
.. وتحرير الجنين...!! يا أمتي ....بالأرادة واصرار والتفائل تسمو الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق